close menu

أسماء الإبل .. تراث يخلد صفاتها وأنواعها

كانت الإبل جزء لا يتجزأ من حياة العرب في حلهم وترحالهم
أسماء الإبل .. تراث يخلد صفاتها وأنواعها
المصدر:
الرياض: أخبار 24

أولى العرب اهتمامًا خاصًا بالإبل، كجزء لا يتجزأ من حياتهم منذ القدم، فهي وسيلة التنقل في حلهم وترحالهم، ومصدر للغذاء والكساء، ورمز للكرم والعزة، ونتيجة لهذه الأهمية الكبيرة، أطلقوا عليها أسماء مميزة تحمل دلالات عميقة.

وقد تنوعت مسميات الإبل في الجزيرة العربية تبعًا لجنسها وأصولها وأعمارها. وقد ورد ذكر الإبل في القرآن الكريم بألفاظ مختلفة، كما في قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}، بينما ورد لفظ الناقة في سبعة مواضع.

و لقبت بسفينة الصحراء حيث كان العرب يجوبون على ظهورها الفيافي والقفار، ويوجهها صاحبها بصوته كيف يشاء، ويطربها بغنائه إن غنى، ويجذبها بصوت حدائه.

المسميات بحسب الجنس

يُطلق على ذكر الإبل اسم "جمل"، ويُخصّص هذا الاسم للذكر الذي بلغ عامه الرابع. أما "البعير"، فيُستخدم للإشارة إلى الذكر والأنثى على حد سواء، وإن كان شائعًا استخدامه للدلالة على الذكر. وتُعرف أنثى الجمل باسم "الناقة"، وهو اسم يدل على المفرد، ويُجمع على نوق، أو أنواق، وأنيق، وأيانق، ونياق.

تشتهر الإبل بحسب ألوانها

في الجزيرة العربية تُسمى الإبل "تلاد" أياً كان لونها، وتتنوع صفات الإبل وفقا لتنوع ألوانها، ومن أبرزها "المجاهيم"، التي تُعرف أيضًا بالإبل النجدية، وتتميز بلونها الأسود، وحجمها الكبير، وإنتاجها الوفير من الحليب.

وهناك "المغاتير"، التي تشمل "الوضح"، وهي إبل متوسطة الحجم، ذات إدرار حليب معتدل ومظهر جذاب.

كما توجد "الشقحاء"، وهي أقل بياضًا من الوضح وتُصنف ضمن المغاتير، وتنتج كمية متوسطة من الحليب.

أما "الشعلاء"، فتتسم بألوانها المتداخلة بين الأحمر والأشقر، وإنتاجها المتوسط من الحليب، بالإضافة إلى سرعتها في الجري.

وتُعرف "الصفر" بغزارة وبرها ولونها الذي يجمع بين الأبيض والأحمر، مع إنتاج متوسط للحليب.

في المقابل، تتميز "الحمر" بحجمها المتوسط وإنتاجها القليل من الحليب.

وأخيرًا، "الأوارك"، التي تُعرف أيضًا بـ"حر الإبل"، وهي إبل متوسطة إلى صغيرة الحجم، ذات إدرار حليب متوسط ووبر خفيف، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً لوجودها في المناطق التي تنمو فيها أشجار "الأراك."

المسيات بحسب الأصل

نظرًا لأهمية الإبل في حياة العرب، فقد اهتموا بأصولها وأنسابها، وأطلقوا عليها أسماءً نسبةً إلى هذه الأصول. فمن هذه الأسماء "الشدقمية"، نسبةً إلى الفحل الكريم "شدقم" الذي كان ملكًا للنعمان بن المنذر. و"الشدنيات"، نسبةً إلى موضع "شدن" في اليمن، وقد ذكر عنترة بن شداد هذا الاسم في شعره ، حيثُ قال: (هَلْ تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةٌ ... لُعِنَت بِمَحْرُوم الشَّرَابِ مُصَرَّمِ). بالإضافة إلى "الأرحبية"، نسبةً إلى أرحب في همدان.

أسماء الإبل بحسب العمر

وذكر علماء اللغة للإبل أسماءً كثيرةً ترتبط بعمرها، فولدها حين يسل من أمه "سليل" ثم "سقب" و "حوار" وهو فصيل أو فطيم إذا فصل عن أمه ، وفى الثانية "ابن مخاض" لأن أمه تلقح فتلحق بالمخاض والأنثى بنت مخاض، فإذا دخل في السنة الثالثة فهو "ابن لبون" والأنثى "بنت لبون" لأن أمه صارت ذات لبن، وفي السنة الرابعة "حق" لأنه استحق أن يحمل عليه، وفي السنة الخامسة "جذع" وفى السادسة "ثني" وفي السابعة "رباع" وفي الثامنة "سديس" و سدس للذكر والأنثى ، وفي التاسعة "بازل" قال الشاعر : (وابن اللبون إذا مـا لز في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس) .

ثم ينتقل بعدها بسنة يطلق عليه "مخلف عام" و "بازل عام" ثم "مخلف عاميني" و "بازل عاميني" ثم هرش أي يصير عوداً وهرماً وماحاً. كما يطلق على الإبل المطية وهي اسم جامع لكل ما يمتطى من الإبل، فإذا اختارها الرجل لمركبه لتمام خلقها ونجابتها فهي "راحلة"، فإذا استظهر صاحبها وحمل عليها فهي "زاملة" ، والناس يقولون في الرجل العاقل الثابت في أموره: "رجل زاملة" يريدون مدحه فإذا وجهها مع قوم ليختاروا عليها فهي "عليقة"

وتدل بعض أسماء الإبل على صفة فيها فيقال "كهاة" و "جلالة" وهي العظيمة و "عطموس" والعيطموس، و"دعبلة" وهى الحسنة الخلقة التامة الجسم، و "كوماء" وهى الطويلة السنام، "وجناء" وهى الشديدة القوية اللحم.

ويطلق العرب مسميات محببة على الإبل حين ركوبها ناقةً أو جملاً، حيث يطلق على الذكور منها: غزلان، شرهان، حمران، عبدان، بويظان، وعلى الإناث قمراء، حلوة، شرهة، عبدة، الرهيفة، الزينة، الجهامة، الغزالة.

ومن الإبل الشهيرة التي خلدها التاريخ "ناقة الله" لثمود، وناقة "البسوس"، وناقة رسول الله صلى عليه وسلم "القصواء"، و "الحمراء" ناقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الخصائص الجسمانية

وتمتاز الإبل بجملة من الخصائص الجسمانية التي تمكنها من البقاء في البيئات القاسية، فمن ذلك شفاهها المشقوقة التي تسهل عليها أكل النباتات الشوكية، كما أنها قادرة على إغلاق فتحتي أنفها أثناء العواصف الرملية، وتتحمل عيون الإبل العواصف الترابية، حيث تحتوي على جفن شفاف يُمكنها إغلاقه أثناء العواصف مع استمرار رؤيتها بوضوح، وتُصنف الإبل ضمن المجترات، حيث تستطيع تخزين الطعام والماء في أكياس داخل المعدة ثم استرجاعه للمضغ مرة أخرى. وتحتوي أعناقها الطويلة على غدد لعابية خاصة تعمل على ترطيب النباتات الجافة، الأمر الذي يمكنها من تناول مختلف أنواع الطعام، كم أن سنامها قادر على تخزين الدهون المستمدة من طعامها لاستخدامها كمصدر للطاقة عند الحاجة.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات