اعتبرت المحكمة الجزئية في جدة أن ما قام به شاب ثلاثيني، إبان توقيفه في إحدى دور الإيقاف من محاولة انتحار وإزهاق نفسه، يعد عملا محرما وفعلا قبيحا استوجب الحكم عليه بالسجن شهرين وجلده 60 جلدة مكررة 3 مرات. وأكد ناظر القضية في حكمه، أن ما أقدم عليه المدعى عليه عمل محرم، لقول الله عز وجل «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، بالإضافة إلى أن ما قام به يعتبر فعلا قبيحا وجرأة في الباطل واعتداء على النفس التي جاءت الشريعة بضرورة حفظها، وقد ثبتت إدانته بمحاولة قتل نفسه انتحارا وتقطيع يده بأداة حادة.
وكانت الأجهزة الأمنية وهيئة التحقيق والادعاء العام، قد وجهت تهمة الانتحار لشاب عمد إلى تقطيع يده بأداة حادة، وذلك وفق شهادة شهود، واعتمادا على تقرير طبي صادر من أحد المراكز الطبية المتخصصة، أكد وجود قطوع متعددة على ذراعه اليمنى، بالإضافة إلى اعتراف الشاب نفسه والذي برر فعله بأنه يريد إنهاء حياته أثناء فترة توقيفه بالسجن.
وقرر ناظر القضية في أولى الجلسات إحالة الشاب إلى مستشفى الصحة النفسية للكشف عليه والتأكد من حالته العقلية، وضمان عدم إصابته بأمراض عقلية، وشخصت حالته في حينها حسب التقرير الطبي بأنه هادئ ومتعاون ومترابط الكلام، ولا تبدو عليه أعراض للمرض العقلي باستثناء اضطراب عدم التأقلم لسوء استخدام المواد المحظورة، وقد أعطي على إثرها علاج نفسي.
وفي ضوء التقرير الطبي من مستشفى الصحة النفسية، قرر ناظر القضية استكمال مداولة النظر في ملف الدعوى، حيث اتضح وجود سوابق كثيرة على المدعى عليه والذي اعترف خلال جلسات محاكمته بمحاولته الانتحار، مبديا ندمه والعودة إلى الله من خلال محافظته على أداء الصلاة وقراءة القرآن، وبناء على تلك المعطيات صدرت عقوبة السجن ضده لمدة شهرين وجلده 60 جلدة مكررة بين كل مرة والأخرى مدة لا تقل عن أسبوع. وأبدى المدعى عليه والمدعي قناعتهما بالحكم ولم يبديا أي اعتراض على ما أصدره القاضي.
