لم تترك مليشيا الحوثي الإرهابية شريحة في المجتمع اليمني دون أن يطالها الأذى والإجرام، وتجاوز إرهابهم كافة الخطوط الحمراء بارتكاب جرائم إنسانية بحق نساء اليمن.
وكشف تقرير حقوقي صادر عن منظمات نسوية يمنية ودولية عن تسجيل 1181 حالة انتهاك لنساء يمنيات اعتقلن في سجون الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وذلك في الفترة الممتدة منذ ديسمبر 2017 حتى ديسمبر 2020، وفيما يلي أبرز الانتهاكات التي يمارسها الحوثي ضد المرأة.
الابتزاز المادي
ابتزت الميليشيات الحوثية النساء وأسرهن بأساليب مختلفة، من خلال اعتقال بعض السيدات خلال مشاركتهن في تظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي، واختطاف أخريات بسبب مناهضتهن للانقلاب الحوثي والانتماء السياسي.
واستغلت مليشيا الحوثي هذا الأمر في الابتزاز المادي، حيث كانت ترفض الإفراج عن النساء إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مستقبلاً.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد قامت الميليشيا الإرهابية، باحتجاز أقارب بعضهن في حال الإفراج عنهن بمقابل مادي، إضافة إلى تعرض النساء الموقوفات في النقاط المستحدثة على مداخل المحافظات للاحتجاز ومنعهن من السفر وتركهن في العراء أو مناطق غير مأهولة بالسكان.
صعق وخلع ظفر واعترافات بالإكراه
تعرضت النساء المختطفات في معتقلات الانقلابيين، لانتهاكات بشعة، تنوعت ما بين العنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي عليهن، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز.
وقالت إحدى ضحايا الاعتقال في سجون الحوثيين، إنها اعتقلت على خلفية نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي إثر انتقادها الوضع العام في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، واستحواذ الحوثيين على المساعدات الإنسانية، ثم بيعها للتجار، وحرمان المستحقين منها.
وأشارت إلى أنها ظلت مختطفة لنحو عام، وتم نقلها إلى سجن سري في غرفة مساحتها متر ونصف، تسمى "الضغاطة"، ظلت بها 4 أشهر، وتعرضت فيها لكافة أشكال الانتهاكات الجسدية والنفسية، فضلا عن أنها تعرضت للصعق بالكهرباء ورشها بالماء البارد وتم خلع ظفر رجلها اليمنى حتى فقدت الوعي.
وروت معتقلة سابقة أخرى كانت تعمل في منظمة إنسانية قبل اعتقالها، أنها اعتقلت من منزلها أمام أطفالها وأخذوها معصوبة العينين، مشيرة إلى أنها ظلت لمدة عام وشهرين في زنزانة انفرادية دون السماح لأحد من أفراد عائلتها بزيارتها كما تعرضت كثيراً للإهانة والتخوين والاعتداء، حيث أجبرت تحت التهديد على الاعتراف بما طلبوه، وقالوا إنها تعمل مع منظمة تبشر بالدين المسيحي، ومتورطة بقضايا تخابر.
القتل رميا بالرصاص
كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عدة أدلة تثبت جرائم الحوثي ضد النساء، منها مقطع فيديو يظهر ارتكاب مليشيا الحـوثي جـريمة بحق امرأة مسنة، حيث جرى قـتلها رمياً بالرصاص أمام أبنائها في مديرية العشة بمحافظة عمران.
وأشار إلى أن هذا المشهد يعكس مدى وحشية وإجرام المليشيات الحـوثية الإرهـابية المدعومة من إيران وتنصلهم من تعاليم الدين الإسلامي التي تجرم الاعتداء على المرأة.
تصوير النساء في مقاطع مخلة لهن
ذكر التقرير الصادر عن لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن أن الحوثيين قاموا باختطاف واحتجاز نساء ناشطات سياسيا أو مهنياً بسبب معارضتهن لآرائهم الأيدلوجية أو توجههم السياسي، ومنهم الشاعرة برديس الصياغي، كما قاموا بعمل تسجيلات فيديو مخلة بالآداب لبعض المحتجزات والاحتفاظ بها لمواصلة استخدامها كوسيلة ضغط ضد أي معارضة من هؤلاء النساء.
استهداف الأمهات والحرمان من المساعدات
أكدت تقارير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن أن ميليشيا الحوثي تستهدف الأمهات وتحاول إقناعهن بأهمية إلحاق أبنائهن بجبهات القتال، فيما أكد سكان يمنيون أن الميليشيات تهدد من يمتنعن من النساء عن حضور المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تنظمها ميليشيا الحوثي بحرمانهن من الغاز المنزلي والمساعدات الأممية، وإجراءات أخرى قد تتخذ بحق أسرهن في حال عدم حضورهن.
هدم المنازل
نشر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مقطع فيديو يظهر ارتكاب مليشيا الحـوثي جـريمة بحق امرأة في محافظة إب وهي تحكي بمرارة مأساتها بعد أن اعتدى عليها أحد مشرفي الميليشيا ومرافقيه بالضرب والأعيرة النارية، وقام بهدم منزلها وتركها مع أطفالها في العراء.
تلفيق التهم
أصدرت محكمة تابعة لسلطة الحوثيين في اليمن، حكماً بسجن الممثلة، عارضة الأزياء انتصار الحمادي، 5 سنوات بتهمة ارتكاب "فعل فاضح"، وزعمت انتصار البالغة من العمر 20 عاماً، أنها تعرضت للاعتداء الجسدي واللفظي، وقص شعرها إجباريا أثناء احتجازها، وأنها وقعت على وثائق وهي معصوبة العينين، كما حكم بالسجن على 3 نساء أخريات كن برفقتها بفترات تتراوح من سنة إلى 3 سنوات.
سلب الرواتب
ولم تكتف ميليشيا الحوثي بكل ذلك بل قامت عناصره أيضا بنهب مرتبات النساء ودفعهن وأطفالهن إلى الفقر المدقع، لتمارس بحقهن مختلف أنواع الانتهاكات والقمع وأشكال الإذلال الممنهج، كما وتسببت هذه الانتهاكات والمعاملة القاسية بحق النساء، في تراجع هامش الحريات ومزيد من تمزق النسيج الاجتماعي.
