قال المجلس الوطني السوري المعارض يوم الاثنين انه يستعد لتسليح المقاتلين المناهضين للحكومة بمساعدة اجنبية في حين تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بمسؤولية الطرف الاخر عن مذبحة شهدتها مدينة حمص.
وقتل عشرات المدنيين بدم بارد في مدينة حمص في مطلع الاسبوع بينما كان كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية يزور سوريا للسعي الى اتفاق على هدنة والسماح بدخول مساعدات انسانية وحوار سياسي.
ودعا متحدث باسم المجلس الوطني السوري القوى الاجنبية الى التدخل وقال انه شكل بالفعل مكتب تنسيق لارسال اسلحة الى المعارضين بمساعدة حكومات أجنبية. ولم يفصح عن اسماء الدول أو مكان المكتب.
وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس للصحفيين في مؤتمر صحفي في اسطنبول "نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين. نطالب بممرات ومناطق امنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم.
"نطالب بحظر جوى على كافة الاراضى السورية لمنع عصابات الاسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح."
وتقدر الامم المتحدة عدد الذين قتلتهم قوات الامن السورية بأكثر من 7500 شخص. وتقول الحكومة ان متشددين أجانب مسؤولين عن الاضطرابات وعن قتل أكثر من 2500 من قوات الامن.
وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين على التحرك خلال "الايام القليلة القادمة" بشأن مقترحات للسلام قدمها عنان ووصف العمليات العسكرية ضد الاحتجاجات بأنها "مخزية".
وقال بان "لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدلا من ذلك عرضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة."
وأضاف "هذه العمليات المخزية مستمرة.
وعرض ناشطون في حمص وبث التلفزيون السوري لقطات لجثث اشخاص مخضبة بالدماء وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم ملقاة في الشوارع وفي غرف غارقة في الدماء.
وقال عنان للصحفيين في أنقرة "يجب أن يتوقف قتل المدنيين الان. على العالم ان يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن هذا الامر غير مقبول بالمرة."
ويصعب التحقق من تقارير السلطات ونشطاء المعارضة بشأن اعداد القتلى نظرا للقيود التي تفرضها دمشق على وسائل الاعلام.
وقال عامل طبي في حمص يعمل في ضاحية الخالدية التي تسيطر عليها المعارضة ان كثيرا من الضحايا قتلوا بسكاكين وبعض النساء تعرضن فيما يبدو للاغتصاب. وقال العامل الطبي الذي ذكر ان اسمه يزن "استقبلنا الجثث في مجموعتين ... حاولنا الذهاب لمعرفة ان كان هناك أحياء لكنهم كانوا جميعا موتى."
وقال "شاهدت أنثيين تعرضتا للاغتصاب احداهما عمرها نحو 12 أو 13 عاما. كانت مغطاة بالدماء وبدون ملابسها الداخلية. وكانت احداهما مخنوقة وتوجد كدمات في رقبتها. بعض الجثث التي شاهدتها وخاصة للاطفال كانت مذبوحة."
وقال ناشطون ان الميليشيات الموالية للاسد قتلت أكثر من 50 شخصا في حي كرم الزيتون بحمص. وقالت وسائل اعلام حكومية ان متشددين ارتكبوا اعمال القتل للتأثير على الاجتماع الخاص لمجلس الامن الذي يبحث الانتفاضات العربية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر اعلامي قوله "المجموعات الارهابية المسلحة تختطف الاهالي في بعض أحياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل اعلام لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا."
وقال محققون تابعون للامم المتحدة يوم الاثنين ان القوات السورية تستخدم العقاب الجماعي ضد المدنيين ومتهمة بارتكاب عمليات اعدام والقيام باعتقالات جماعية في حي بابا عمرو الذي سيطرت عليه القوات السورية بعد حصار استمر 26 يوما. ويقول ناشطون ان مئات الاشخاص قتلوا.
ورفض سفير سوريا لدى الامم المتحدة في جنيف فيصل خباز الحموي عمل اللجنة التابعة للامم المتحدة ووصفه بأن له دوافع سياسية وقال ان مقاتلي القاعدة من 13 دولة تسللوا الى سوريا
واتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الرئيس السوري يوم الاثنين بشن هجمات عسكرية جديدة أثناء اجتماعه مع عنان في مطلع الاسبوع وقالت انه يتعين ان توقف قوات الاسد العنف أولا.
واضافت "ما ان تتحرك الحكومة السورية سنتوقع من الاخرين انهاء العنف أيضا. لكن لا يمكن توقع أن ينهي المواطنون العزل في مواجهة هجمات المدفعية الدفاع عن أنفسهم قبل التزام نظام الاسد بفعل ذلك."
ومنعت روسيا والصين محاولات لاصدار مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا يدين دمشق لحملتها ضد المحتجين. وتريد موسكو وبكين تشجيع الجانبين على وقف القتال.
واتخذت المملكة العربية السعودية وقطر منهجا متشددا ضد الحكومة السورية وطالبتا بتسليح المعارضة.
وقالت كلينتون لمجلس الامن الدولي "يالها من سخرية.. حتى في الوقت الذي كان فيه الاسد يستقبل الامين العام السابق (للامم المتحدة) كوفي عنان كان الجيش السوري يشن هجوما جديدا على ادلب ويواصل عدوانه في حماة وحمص والرستن."
وصاغت الولايات المتحدة مسودة قرار جديد لكن واشنطن وباريس تقولان انهما تشكان في أن تحظى بالقبول.
وتحدثت الصين بنبرة متفائلة لكنها لم تقدم تفاصيل.
وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية اليوم "شاركت الصين بفاعلية في مباحثات بشأن مسودة القرار وعرضت أفكارها فيما يتعلق بتعديلها."
وأضاف "نؤيد أيضا قيام المجتمع الدولي بدور نشط في حل سياسي للقضية السورية."