اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، إسرائيل بأنها ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حرضوا على هذه الأفعال.
رئيسة اللجنة: الوضع في غزة يشبه وقائع الإبادة الجماعية في رواندا
وأشارت اللجنة في تقريرها، المؤلف من 72 صفحة، إلى حجم عمليات القتل، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح القسري، وتدمير مراكز طبية حساسة، معتبرة أن هذه الأفعال ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقالت رئيسة اللجنة والقاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية، نافي بيلاي، إن "إبادة جماعية تحدث في غزة"، مؤكدة أن المسؤولية عن هذه الجرائم تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية على أعلى المستويات، التي قادت حملة إبادة جماعية منذ ما يقرب من عامين بهدف محدد هو القضاء على الفلسطينيين في غزة.
وأضافت بيلاي، وهي من جنوب إفريقيا وترأست سابقًا محكمة الأمم المتحدة الخاصة برواندا، أن الوضع في غزة يشبه وقائع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، قائلة: "إنكم تجردون الضحايا من إنسانيتهم. إنهم حيوانات، ولذلك، بلا وخز من ضمير، يُمكن قتلهم".
وأكد التقرير أن إسرائيل ارتكبت أربعة من الأفعال الخمسة التي تحددها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 باعتبارها إبادة جماعية، وهي القتل، والتسبب في أذى جسدي أو نفسي خطير، وتعمد فرض ظروف معيشية تهدف إلى تدمير السكان كليًا أو جزئيًا، وفرض تدابير لمنع الإنجاب.
وأوضح أن الأدلة استندت إلى مقابلات مع ضحايا وشهود وأطباء، وتحليل وثائق وصور أقمار صناعية منذ بدء الحرب. كما أشار إلى تصريحات لنتنياهو ومسؤولين آخرين اعتبرها “دليلًا مباشرًا على نية الإبادة الجماعية”.
وأشار إلى رسالة كتبها نتنياهو إلى جنود إسرائيليين في نوفمبر تشرين الثاني 2023، شبه فيها عملية غزة بما وصفته اللجنة بأنها "حرب مقدسة للإبادة الشاملة" في العهد القديم.
ورغم أن اللجنة مستقلة ولا تتحدث رسميًا باسم الأمم المتحدة، إلا أن تقريرها يعد من أقوى الاستنتاجات الأممية حتى الآن، وسط ضغوط متزايدة على المنظمة الدولية لاستخدام مصطلح الإبادة الجماعية رسميًا.
وتواجه إسرائيل في الوقت نفسه قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتهمها بالإبادة الجماعية، بينما ترفض تل أبيب هذه الاتهامات وتؤكد أن عملياتها العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن النفس عقب هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، في حين يقول مرصد عالمي للجوع إن جزءاً من القطاع يعاني من المجاعة.































