قال سيباستيان مينييه مدرب هايتي أن وحدة الفريق وصلابته لعبا دورا رئيسيا في التأهل لكأس العالم لكرة القدم على عكس كل التوقعات، وذلك بعد الفوز 2-صفر على نيكاراجوا لتضمن الدولة الكاريبية التي تعاني من اضطرابات مقعدا في نهائيات 2026.
وتغلبت هايتي على صعوبات كبيرة لتتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها، بعد ظهور كارثي في أول مشاركة لها عام 1974، إذ تصدرت مجموعتها في التصفيات.
وجاء ذلك على الرغم من إجبار الفريق على لعب جميع مبارياته بعيدا عن البلاد بعد سيطرة عصابات مسلحة على مساحات شاسعة من العاصمة بورت أو برنس ضمن صراعات أجبرت نحو 1.3 مليون شخص على النزوح وأججت الجوع الذي بلغ حد المجاعة.
قال مينييه خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء في كوراساو حيث خاض منتخب هايتي آخر مبارياته : "من الرائع أن تتأهل هايتي بعد غياب دام 52 عاما إلى أكبر بطولة لكرة القدم".
وشاهد بضع مئات من المشجعين تأهلهم، وبعد ذلك تحدث مينييه إلى صحفي واحد فقط في غرفة مؤتمر صحفي فارغة، في تناقض صارخ مع القاعات المكتظة التي يجيب فيها مدربو الفرق الكبرى على أسئلة وسائل الإعلام.
وقال :"أنا سعيد لأنني جعلت الجميع يشعرون بالفخر، وسعيد من أجل لاعبي فريقي لأنهم يستحقون ذلك. في بعض الأحيان، دفعت اللاعبين الأكبر سنا لتقديم أقصى ما لديهم، لكن لم يكن ذلك بلا جدوى".
وأضاف : "كان لدينا خارطة طريق واضحة منذ البداية. كنا نعرف إلى أين نتجه، لكننا كنا ندرك أيضا أن الطريق سيكون صعبا. ومع ذلك لم نستسلم، فعلنا كل شيء معا".
وكانت هايتي متأخرة في الترتيب بعد خسارتها من هندوراس 3-صفر في أكتوبر الماضي، لكنها تعافت لتضمن صدارة المجموعة الثالثة بفوزها على كوستاريكا ونيكاراجوا في مباراتيها الأخيرتين خلال الأيام الستة الماضية.
وأضاف : "لم نشعر بالخوف قط. نجحت في التعامل مع الضغوط لأنني تأهلت النسخة الماضية من كأس العالم مع منتخب آخر".
وعمل مينييه مساعدا لمدرب منتخب الكاميرون في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
وتابع "الأمر يتعلق بالحفاظ على الهدوء والعمل الجماعي، وهذا ما فعلناه. وفوق ذلك، كنا نتمتع ببعض الجودة. وبمجرد أن أصبحنا مترابطين معا، لم أواجه أي مشاكل، وبعد ذلك كان الأمر جنونيا".
وأشار مينييه إلى مفتاح التأهل قائلا: "الترابط، الكثير من الترابط. قمنا أيضا بإجراء تغييرات في الفريق بإدخال بعض الوجوه الجديدة، لكننا لسنا فريقا مثاليا. ومع ذلك، كلما لعبنا مباريات أكثر، أصبحنا أفضل. سنتطور مع الخبرة".
ولم يزر مينييه هايتي منذ تعيينه قبل 18 شهرا بسبب الأوضاع شديدة الخطورة للبلاد، لكنه يأمل في السفر إلى هناك قريبا.
وقال: "بالتأكيد قبل فترة التوقف القادمة في مارس المقبل. أريد أن أرى ما يتم إنجازه محليا وكيف يلعبون. سيكون لدينا قائمة من 26 لاعبا في كأس العالم، والرسالة التي أوجهها لهم هي أن عليهم أن يُظهروا لي ما يمكنهم تقديمه".
واقتصرت الاختيارات في تشكيلة هايتي لتصفيات كأس العالم على اللاعبين المحترفين في أندية خارجية.
وانتهت مشاركتهم السابقة في كأس العالم في ألمانيا الغربية عام 1974 بخسارتهم جميع مباريات الدور الأول الثلاث، واستقبالهم 14 هدفا، لكنهم اشتهروا بتسجيل هدف التقدم أمام إيطاليا في المباراة الافتتاحية قبل أن يخسروا لاحقا.































