أجرى باحثون دراسة جديدة حول مركب يُسمى الثيوبرومين، والذي يوجد بشكل رئيسي في الشوكولاتة، واكتشف الباحثون أن المشاركين الذين لديهم أعلى مستويات من هذا المركب في الدم كان لديهم علامات على تباطؤ تقدم عمرهم البيولوجي.
مركب الثيوبرومين قد يكون سامًا للإنسان عند تناوله بجرعات عالية
ويوجد "الثيوبرومين" في الكاكاو، وبنسبة أقل في القهوة، وهو مشابه كيميائيًا للكافيين، لكن تأثيره المنبه ليس بنفس القوة، وقامت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "الشيخوخة"، بقياس مستويات هذا المركب في دم المشاركين.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم أعلى المستويات لديهم مؤشرات جينية مرتبطة بتباطؤ الشيخوخة البيولوجية، مشيرين إلى أن "الثيوبرومين" هو مركب كيميائي نباتي نشط بيولوجيًا، يُستخلص من النباتات، ويمكن أن يؤثر على وظائف الجسم البشري.
وأضافوا أن المصدر الرئيسي للثيوبرومين في النظام الغذائي البشري هو الشوكولاتة، وبنسبة أقل، في القهوة، ووفقاً لموقع "ميديكل نيوز توداي" فإن هذا المركب "ألطف" للجهاز العصبي المركزي، ويعود ذلك جزئيًا إلى أنه لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي بسهولة مثلما يفعل الكافيين.
ونبه الباحثون بأن هذا المركب قد يكون سامًا للإنسان عند تناوله بجرعات عالية، أما إذا تم تناوله بالجرعات المُستهلكة عادةً فإنه لن يضر، ولذلك تُعدّ الشوكولاتة آمنة للبشر.
ولفت الباحثون إلى أن العمر الزمني هو عدد أعياد الميلاد التي مرّت منذ ولادة الإنسان أما العمر البيولوجي، فهو غير مُرتبط بالزمن، بل هو الحالة الفسيولوجية لخلاياك وأنسجتك وأعضائك، فقد يبلغ عمر بعض الأشخاص 80 عامًا من الناحية الزمنية، ولكن إذا تجنبوا الأمراض الخطيرة، واتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا، ومارسوا الرياضة بانتظام طوال حياتهم، فقد يكون عمرهم البيولوجي 60 عامًا.
وأضافوا أنه يمكن قياس العمر البيولوجي بعدة مقاييس منها التخلق وعلم طول التيلوميرات، مشيرين إلى أن الخلل في تنظيم علم التخلق وقصر طول التيلوميرات مؤشرات للشيخوخة البيولوجية.
الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين أظهروا علامات شيخوخة جينية أبطأ
واستعان الباحثون بـ 1669 مشاركًا، حللوا عينات دمهم بحثًا عن الثيوبرومين ومركبات أخرى موجودة في القهوة والشوكولاتة، ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من الثيوبرومين في دمائهم أظهروا علامات شيخوخة جينية أبطأ من أولئك الذين لديهم أدنى المستويات، ولاحظوا النمط نفسه في طول التيلوميرات
من جهتها، قالت أخصائية تغذية، فيديريكا أماتي: "لطالما اكتسبت الشوكولاتة سمعة سيئة على مر السنين. ويعود ذلك إلى احتواء معظم منتجات الشوكولاتة على مجموعة من المكونات غير الضرورية، بما في ذلك المستحلبات وكميات هائلة من السكريات المضافة، لكن الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% كاكاو على الأقل، وبمكونات قليلة، قد تدعم الصحة الجيدة. فالكاكاو غني بمجموعة من المركبات النباتية النشطة بيولوجيًا، مثل البوليفينولات، وهي مضادات أكسدة تدعم صحة ميكروبيوم الأمعاء".
وأضافت :""الشوكولاتة الداكنة غنية أيضًا بالحديد والمغنيسيوم والنحاس والمنغنيز، والعديد من العناصر الغذائية الدقيقة الأخرى وقد يُساهم الثيوبرومين في إبطاء الشيخوخة البيولوجية، ولكن حتى لو لم يُساهم في ذلك، يمكنك الاستمتاع بالشوكولاتة باختيار النوع المناسب".
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الثيوبرومين والمركبات ذات الصلة يمكن أن تطيل عمر الديدان، إلا أن هذه هي أول دراسة على البشر تصل إلى نتيجة مماثلة، لذلك تعد هذه الدراسة مثيرة للاهتمام، ليس فقط لأنها تُشير إلى أن الشوكولاتة قد تُبطئ الشيخوخة، بل أيضًا لأن هذا المركب واسع الاستهلاك آمن نسبيًا للبشر.
وأكد خبراء أن الأمر ليس محسومًا بعد؛ لأن الباحثين في هذه الدراسة قد قيّموا مستويات بعض المركبات في الدم، إلا أن هناك العديد من المركبات الأخرى التي لم يقيسوها، داعين إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
