هل تخيل مواطن إيراني يوماً مشاهدة الدوري السعودي إن افترضنا؟ هل تخيلت أيضاً أن تحط رحال نادي النصر إلى العاصمة الإيرانية "طهران"، ويحتشد الإيرانيون تباعاً لالتقاط صور نجمهم المفضل "كريستيانو رونالدو"، متسلقين جبلاً يطل على فندق النادي، بالطبع لم يخطر على بالك ولو احتمالاً.
هذا بالفعل ما حدث بالأمس؛ إذ زرعت المملكة روائع أنغامها، وجمال ألحانها الأدائية في أفئدة أولئك الذين احتشدوا على خشبة مسرح دار "أوبرا متروبوليتان" في نيويورك، لتُحيي فرقة الأوركسترا والكورال الوطني، وفرقة الفنون الأدائية السعودية؛ بمصاحبة فرقة الجاز الأمريكية حفلاً موسيقياً لافتاً.
الرياضة والفن صنوان لا يكادان يفترقان والثقافة إطار يؤطرهما
ولأن الرياضة والفن، صنوان لا يكادان يفترقان؛ لأن الثقافة إطار يؤطرهما، وإن تقاطعت أشكالهما، بيد أنهما يجتمعان بمفهوم الدبلوماسية العامة، وإن جرى الحديث عن هذا المفهوم، فإن التراث أيضاً ليس بمعزل عما بات يعرف بالقوة الناعمة.
فالرياض كانت على موعد مع اليونيسكو مطلع الأسبوع الماضي وما تزال، تحتضن اجتماعات لجنة التراث العالمي، لتدرج المنظمة الأممية من العاصمة السعودية بعض المواقع في قوائمها.
فالمعطيات تدلل بأن السعودية تتمتع بمستويات نشاط لافت في مؤشرات القوة الناعمة، فهي حاضر ومستقبل العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية بين الشعوب والحكومات، حسبما يشير فيصل الحويل، مؤلف كتاب القوة الناعمة.
ويرى أن رؤية المملكة 2030، تعد تاريخ ميلاد حقيقياً للقوة الناعمة وللدبلوماسية العامة السعودية، بحلتها الجديدة، لافتاً إلى أنها باتت ذات تأثير واضح للجميع، فيما أصبحت المملكة تتواصل مع مواطني دول العالم ويرون منها جانباً آخر لم يتعرضوا له من قبل.
القوة الناعمة السعودية تعني أن تروي قصتك بنفسك
ويؤكد الحويل لـ"أخبار 24"؛ أن القوة الناعمة السعودية، يعني أن تروي قصتك بنفسك؛ أي عبر الرياضة، والثقافة، والترفيه، والسياحة، لافتاً إلى انحسار التأثير الإعلامي تجاه المملكة؛ إذ لم يعد الأمر متروكاً للشبكات الإعلامية أن تكون المُغذي للمعلومات والإخبار عنها، بل أصبحت السعودية تصل للمواطن حول العالم وتتواصل معه مباشرة.
ويشدد الكاتب فيصل الحويل على أن بناء الشراكات مثل الدبلوماسية العامة تعد دافعاً قوياً للحكومات في بناء شراكات استراتيجية أكثر، ودافعاً للمواطنين للتعرف على السعودية عن كثب.
ويختتم حديثه بأن الزخم اللافت في ملفات القوة الناعمة السعودية، يخلق أثراً اقتصادياً كبيراً؛ نتيجة تعزيز الجاذبية لدى الآخرين لزيارة المملكة، إما بقصد السياحة أو الرياضة؛ لخلق انطباع ذهني مختلف.