أكّد رئيس الهيئة السعودية للمياه، م. عبدالله العبدالكريم، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الابتكار في استدامة المياه 2025، في جدة اليوم (الاثنين)، أن المؤتمر يمثل انطلاقة عالمية تجمع متحدثين وباحثين وعلماء وشركات تقنية ومراكز بحث وابتكار وصناع قرار ومهتمين بقطاع المياه من مختلف قارات العالم، لبحث تحديات القرن الحادي والعشرين، الذي وصفه بأنه "قرن المياه" نظراً لتزايد مشكلات الندرة والشح حول العالم.
وأوضح العبدالكريم أن العالم شهد تحسناً في إيصال خدمات المياه خلال السنوات الماضية ليصل إلى أكثر من 960 مليون نسمة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، مؤكدًا أن الماء عنصر محوري في الاقتصاد العالمي، إذ تعتمد أكثر من 60% من الصناعات والأنشطة الاقتصادية على توفره، ما يعادل نحو 58 تريليون دولار من الناتج العالمي.
وأشار إلى أن الابتكار في قطاع المياه لا يحظى إلا بأقل من 1% من الاستثمارات المخصصة للبيئة والمناخ، مبينًا أن براءات الاختراع في قطاع المياه خلال السنوات العشر الماضية لم تتجاوز 5% من إجمالي براءات الاختراع البيئية، فيما لا يمثل الاستثمار الجريء في المياه سوى أقل من نصف بالمائة، مقارنة بـ35% في الاتصالات والرقمنة و18% في الطاقة المتجددة.
وأضاف أن تكامل الجهود العالمية وتبادل النماذج الابتكارية في مجالات التقنية، وتمويل المشاريع، وتطوير السياسات، هو الأساس لدفع قطاع المياه نحو مستقبل أكثر استدامة، مشيرًا إلى أن مناطق العالم المختلفة قدّمت نماذج متنوعة؛ ففي أوروبا تميزت الابتكارات والسياسات، وفي آسيا برزت إعادة الاستخدام، وفي أمريكا الشمالية تطورت الرقمنة، بينما ركزت أمريكا الجنوبية على الاقتصاد الدائري للمياه، وقدمت أفريقيا حلولاً منخفضة التكلفة.
وأكد أن المملكة، بفضل قيادتها واهتمامها بالإنسان، حققت تقدماً لافتاً في مصادر الإمداد المائي، وتقود اليوم صناعة التحلية إقليمياً وعالمياً، مع رفع كفاءة الطاقة وتوسيع مشاركة القطاع الخاص، مشيراً إلى أن جدة كانت البداية لصناعة التحلية في المملكة، ومن جدة تتجدد اليوم ريادة المبادرات العالمية في استدامة المياه.
وختم العبدالكريم كلمته بالتأكيد على أن 90% من الابتكارات عالمياً لم تنجح بسبب ضعف تطوير نماذج العمل، مشددًا على أن الابتكار الحقيقي يشمل التقنية والسياسات والتمويل وكل ما يتعلق بتنمية قطاع مائي مستدام، مبينًا أن المملكة وشركاءها في المؤتمر يسعون لصناعة مستقبل آمن للمياه في القرن الحادي والعشرين.















































