يرتبط بيت الشعر وهو أحد أبرز الرموز التراثية بحياة أهل البادية في الجزيرة العربية، حيث شكّل عبر العصور مأوى متنقلًا ومركزًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس نمط حياتهم وتقاليدهم.
يُصنع البيت الشتوي من الشعر الأسود للدفء، والصيفي من الأبيض للبرودة
ولم يكن مجرد وسيلة للوقاية من الحر والبرد، بل كان شاهدًا على مجالس الكرم والشعر والسمر، ما جعله رمزًا حيًا لعراقة البدو وارتباطهم العميق بالصحراء.
وروت الحرفية لفوة الفهيقي قصة ارتباطها بصناعة بيت الشعر، وهي الحرفة التي ورثتها عن والدتها وجدتها، وتواصل ممارستها حتى اليوم في منطقة الجوف.
وأوضحت "الفهيقي" أن مراحل الإنتاج تبدأ بجز صوف الأغنام "النجدي" وغسله ونشره ونفشه للتجفيف، يليه الغزل لتكوين خيوط الشعر، ثم التسدية لتشكيل قطع "الشقاق" التي تُخاط يدويًا، وتُقسم أعمال الإنتاج حسب المواسم، حيث يُصنع البيت الشتوي من الشعر الأسود للدفء، والصيفي من الأبيض للبرودة.
وتستخدم "لفوة" أدوات تقليدية مثل المنفاش، والمغزل، والمنشاز، والمسامير، والمخيط، وأكدت "الفهيقي" أن العمل جماعي ويتنوع حسب رغبة المستفيد، وتتنوع مسميات البيوت حسب عدد الأعمدة، من "القطبة" ذات العمود الواحد، إلى "المقورن" ذي العامودين، و"المثولث" بثلاثة أعمدة، في تجسيد حيّ لتراث بدوي لا يزال نابضًا رغم تغير الزمن.































