فارق الحياة، مساء اليوم الجمعة، الفنان المصري صلاح السعدني، عن عمر يناهز الـ81عاماً، بعد معاناة مع المرض، تاركاً إرثاً فنياً يناهز 200 عمل فني، شكّل العديد منها علامات خالدة في الدراما العربية.
السعدني وعادل إمام يتركان الزراعة ويحترفان الفن
وُلد السعدني لأسرة ذات أصول ريفية في إحدى قرى محافظة المنوفية شمال مصر عام 1943، وفتح ظهوره الأول في مسلسل الرحيل عام 1960 أمامه الأبواب ليمضي في طريقه الفني كأحد أبرز النجوم في العالم العربي، ومن أدواره التي لا تُنسى شخصية حسن أرابيسك والعمدة سليمان غانم في ملحمة ليالي الحلمية.
وركب السعدني قطار الفن رفقة زميله في كلية الزراعة ورفيق دربه الفنان عادل إمام، حيث ساقهما الشغف نحو المسرح في بداية مشوارهما الفني، الذي بدأه السعدني في صالون ثقافي يجمع أدباء وشعراء العصر، إذ امتلأت رحاب هذا الصالون بالنقاشات الثقافية والفنية، ما أتاح له فرصة لتطوير مهاراته الفنية واكتساب الخبرات.
وكان الفنان محمد عادل إمام من بين أبرز المشيعين لجثمان السعدني، وذلك نظراً للترابط الأسري الذي يجمع العائلتين الفنيتين اللتين اجتمعتا على حب الفن والثقافة، فضلاً عن عشرات نجوم الفن والرياضة والمجتمع المصري التي حضرت جنازته التي أقيمت ظهر اليوم (الجمعة) في مسجد الشرطة بالقاهرة.
وابتعد السعدني عن الساحة الفنية خلال السنوات الـ11 الماضية، منذ تقديمه مسلسل "القاصرات" عام 2013 في ظل اعتلال صحته، إلا أن مسيرته الفنية ذاخرة بالأعمال الدرامية التي شكّلت وجدان المشاهد المصري والعربي كإحدى أيقونات الفن المصري، حيث ترك أكثر من 200 عمل فني شملت 5 مسرحيات وأكثر من 30 عملا تلفزيونيا وأكثر من 50 فيلما.
مهرجان القاهرة للدراما يفتتح أعماله بتكريم السعدني
كما غاب عن التمثيل 4 سنوات بعد أدائه دوراً متميزاً في مسلسل الرحيل، حتى عاد عام 1964 في مسلسل الضحية، بينما برز نشاطه السينمائي في سبعينيات القرن العشرين، حيث شارك في عدة أفلام منها "الأرض، والرصاصة لا تزال في جيبي، ومدرستي الحسناء"، إلا أن قلوب مشاهدي التلفزيون تعلقت به أكثر لتميزه الملحوظ في الأعمال الدرامية، ومن أبرز المسلسلات التي قام ببطولتها "أرابيسك، وحلم الجنوبي، وليالي الحلمية، وعمارة يعقوبيان، ورجل في زمن العولمة، والناس في كفر عسكر".
ويظل دور العمدة سليمان غانم في مسلسل ليالي الحلمية بأجزائه المتتالية للمؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ هو أيقونة مشواره الفني، حيث أطلق عليه النقاد لاحقا لقب "عمدة الدراما المصرية"، إذ نال السعدني خلال مشواره الفني العديد من الجوائز، حيث حصل على جائزة التميز الفني في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وجائزة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن أعماله السينمائية، وتم تكريمه في النسخة الأولى من مهرجان القاهرة للدراما عن مشواره الفني الحافل.
