أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن يوم الأحد المقبل سيشهد الانقلاب الشتوي عند الساعة 06:03 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، حيث ستصل الشمس إلى أقصى ميل لها على مدار الجدي، معلنة عن بداية فصل الشتاء فلكيًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية الذي يستمر لمدة 89 يومًا، بينما يبدأ الانقلاب الصيفي في النصف الجنوبي.
يتبادل نصفا الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي الأماكن في استقبال أشعة الشمس
وأفاد رئيس الجمعية م. ماجد أبو زاهرة بأن الانقلاب الشتوي يحدث نتيجة ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة عند دورانها حول الشمس؛ مما يؤدي إلى تبادل النصفين الشمالي والجنوبي الأماكن في استقبال أشعة الشمس دون التأثير بالمسافة من الشمس. هذا الاختلاف في طول النهار والليل بين النصفين يقدم دليلًا عمليًا على كروية الأرض، التي لا يمكن لها إنتاج هذا الاختلاف الدوري في الفصول الأربعة وزاوية سقوط أشعة الشمس إن كانت مسطحة.
خلال يوم الانقلاب، يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس، مما يجعل الشمس تظهر في أقصى جنوب السماء. هذا ينتج عنه قصر النهار في معظم المواقع شمال خط الاستواء لأقل من 12 ساعة، في حين يكون النهار أطول من 12 ساعة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. وفي شمال الدائرة القطبية وجنوبها، لا يحدث شروق أو غروب للشمس، حيث تظل الشمس تحت الأفق أو فوقه طوال اليوم على الترتيب؛ ما يقدم دليلًا آخر على كروية الأرض.
يُلاحظ أيضًا تأخر الفجر وشروق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي في يوم الانقلاب الشتوي، وتكون قوس مسار الشمس منخفضة في السماء، وتُسجل الظلال في ذلك اليوم أقصى طول لها خلال السنة وتغرب الشمس مبكرًا.
وذكر أبو زاهرة أنه بعد وصول الشمس لأقصى نقطة جنوب السماء، تظهر لبضعة أيام من نقطة ثابتة قبل أن يبدأ مسارها الظاهري في التحرك نحو الشمال تدريجيًا بفعل دوران الأرض حول الشمس، ومع مرور الأيام تزيد ساعات النهار حتى يحدث الاعتدال الربيعي في 20 مارس، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار.
