في إطار التواشج الثقافي وامتزاج الهويتين "السعودية – اليمنية"، تبدو مدهشة حالة التشابه اللافتة، على الأقل بنظر المتأمل في النسق التراثي وبخاصة الأزياء والحلّي للبلدين بين صنعاء والرياض، وهو الأمر الذي جسده معرض بين ثقافتين في الدرعية.
إلا أنه رغم قدم تلك الأزياء ما زال الشعبان يحتفظان بعادات اللبس ذاتها، ويبدو من اللافت الاقتراب في تصميمها وطريقة صنعها، فمثلا تقترب بعض الأزياء اليمنية المنسوجة بخيوط الزري مع بعض أزياء "نجد" قديماً.
ويؤكد محمد سبأ، مصمم أزياء، أن بعض قطع الأزياء التي تتوافر لديه يعود عمرها إلى 100 عام، فيما تحتوي على تفاصيل وزخارف دقيقة جداً، خاصة "الزي المحويتي"، الذي يتحدر من محافظة المحويت، إذ ترتديه المرأة في المناسبات مثل الزواج والأعياد وغيرها.
القميص التهامي الذي يرتديه أهالي الحُديدة يطرز بالفضة من الصدر
وفي مطلع شرحه عن أزياء بلاده؛ يرى في حديثه لـ"أخبار 24" أن القميص التهامي الذي يرتديه عادة أهالي محافظة الحُديدة، يطرز بالفضة على الصدر، فيما ترتدي المرأة الفضة والحلي في المناسبات، وترتدي تحته ما يسمى بالوزرة وكان قديماً يرتدى تحته اللحاف المصنوع يدوياً.
ويعتبر سبأ؛ أن روح الإنسان اليمني استلهمت البيئة المحلية، في الزخارف والتطريز الخاص بـأزيائه، وفي المقابل هناك أزياء سعودية مشابهة للزي اليمني.
وبدا لافتاً أثناء جولة "أخبار 24" أن أزياء المنطقة الشرقية في تركيبتها وتصميمها تستخدم قماش "التفته الهندية" لخياطة زي العروس، فيما يطرز بالقصب الحر وترتديه العروس، مع طرحة طويلة على الرأس وتتزين بالذهب الخالص، وعلى غرار ذلك من قلب نجد "دراعة أم عصا" إذ تعد أحد الأزياء التراثية في منطقة نجد، والتي تطرز بخيوط الزري.
وما تزال منطقة الأزياء في معرض بين ثقافتين؛ تمنح الزائر فرصة التأمل في أوجه التشابه والاختلاف، بين مجموعة الملابس المرتبطة بين ثقافة البلدين، والتي تعكس التشابه الكبير بينهما، وخصوصاً أزياء الأعراس من حيث تصاميمها وألوانها.