قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، إن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدول الخليج، واستقرارها السياسي وقوة أسسها الاقتصادية، إضافة إلى تسارع مشاريع التكامل الخليجي، تجعل من مجلس التعاون وجهة عالمية جاذبة للاستثمار، ومنصة رئيسة للشراكات الدولية، ويعزز مكانته بوصفه لاعبًا رئيسًا في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة من قمة معهد ميلكن للشرق الأوسط وأفريقيا، تحت عنوان "النظرة العالمية حول الابتكار والشراكات والنمو"، في مدينة أبوظبي، بمشاركة عددٍ من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء من القطاع الحكومي والخاص من مختلف دول العالم.
واستعرض "البديوي" ملامح التحولات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها في المنطقة، مؤكدًا أن الاقتصاد الخليجي يمر بمرحلة قوية ومستدامة تجسد ثمرة الإصلاحات الاقتصادية والاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات المستقبل، إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس في عام 2024 نحو 2.3 تريليون دولار، ليضع دول المجلس في المرتبة التاسعة عالميًا، وبنسبة 63% من إجمالي الاقتصاد العربي.
وأشار "البديوي" إلى أن مساهمة القطاعات غير النفطية تجاوزت 76% من الناتج المحلي، في مؤشر يعكس نجاح سياسات التنويع الاقتصادي، مشيدا بقوة واستقرار القطاع المالي لدول المجلس، الذي يتمتع بقيمة سوقية تتجاوز 4.2 تريليون دولار، وأصول مصرفية تبلغ 3.5 تريليون دولار واحتياطيات تقترب من 800 مليار دولار، إضافة إلى صناديق سيادية تفوق 4.8 تريليون دولار.
وبيَّن أن دول المجلس ومن خلال اتفاقيات التجارة الحرة تفاوض عددًا من الشركاء الدوليين من بينهم المملكة المتحدة، والصين، وتركيا، واليابان، وإندونيسيا، ونيوزيلندا، وباكستان، وكوريا؛ بهدف تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار وتنويع مصادر الدخل وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الخليجية، مؤكدًا أن هذا النهج يسهم في تعزيز التنافسية وتخفيض الأسعار للمستهلكين داخل دول المجلس.
وأكد أن دول المجلس تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه ركيزة أساسية للتحول الاقتصادي والاجتماعي، إذ اعتمدت الأمانة العامة عددًا من الأطر التنظيمية والمبادئ التوجيهية، منها الإطار الإرشادي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024م.
**carousel[9499514,9499515,9499516]**