يواجه بعض الأفراد خاصة مع تقدمهم في العمر انخفاضًا في الإدراك وقد يعانون من التدهور المعرفي الذي يصيب الدماغ، وهو ما يعرف بـ"الخرف"، حيث يعاني المصابون به من فقدان الذاكرة، وفقدان القدرة على التركيز والتنظيم.

وهناك تصرفات سلوكية قد تظهر على الإنسان قبل إصابته بالخرف بسنوات، ووفقًا لمؤسسة مركز فيشر لأبحاث الزهايمر، فغالبًا ما يظهر المصابون بمرض ألزهايمر، أو أشكال الخرف الأخرى، تحولات مقلقة في السلوك والشخصية؛ فقد يصبح الشخص سريع التقلب أو حاد الطباع، ويميل إلى العزلة الاجتماعية، أو يعاني من فقدان غير مبرر للدافعية والارتياب، وهي سمات لم تكن معهودة في شخصيته من قبل.

ورصدت دراسة أخرى أجراها باحثون بجامعة ولاية فلوريدا بعض السلوكيات التي كانت أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين أصيبوا بألزهايمر في نهاية المطاف، سواء قبل التشخيص أو بعده، ومنها الميل إلى السلوكيات "العصابية" مثل القلق والعدائية، والاكتئاب وسرعة التأثر بالضغوط، وتراجع في سمات "الضمير اليقظ" مثل الانضباط الذاتي، والنظام، والشعور بالواجب.

كما أظهرت دراسة أجريت على التوائم في السويد أن التغيرات في سمات الشخصية، وتحديداً ارتفاع مستويات "النزعة العصابية قد تسبق التشخيص الإكلينيكي للخرف بسنوات.

ووجد الباحثون ارتباطاً وثيقاً بين أعراض الاكتئاب الأولية وارتفاع مستويات النزعة العصابية عند لحظة التشخيص، ووفقًا لـ"المكتبة الأمريكية الطبية"، فقد أرجع الباحثون هذه التغيرات إلى التلف العصبي الصامت الذي يحدث في الدماغ قبل سنوات من ظهور المشاكل الإدراكية الواضحة مثل فقدان الذاكرة.

وأضاف الباحثون أن "الشخصية هي نتاج الجهاز العصبي"، وبالتالي فإن أي تدهور في أنسجة الدماغ أو تقلص في حجمه سينعكس بالضرورة على سلوك الفرد واستجاباته العاطفية.