كشفت دراسة حديثة أجريت بمعهد أبحاث الدم في برشلونة، عن اختلافات بيولوجية واضحة في مكوّنات الدم لدى الأشخاص الذين يعيشون أعمارًا استثنائية تتجاوز 100 عام، مقارنة بغيرهم من كبار السن، ما يسلّط الضوء على مؤشرات محتملة تفسّر أسباب التمتع بعمر أطول وصحة أفضل مع التقدم في السن.
وأوضحت الدراسة المنشورة بمجلة "IJBRD" لأبحاث واضرابات الدم، أن دماء المعمّرين سجلت مستويات أقل من الجلوكوز والكرياتينين وحمض اليوريك، وهي مؤشرات ترتبط بوظائف التمثيل الغذائي والكلى، كما لوحظ توازن أفضل في مؤشرات الالتهاب، ما قد يقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في العمر.
وأجرى الباحثون تحليلًا طويل الأمد شمل بيانات صحية ومخبرية لآلاف الأشخاص، تتراوح أعمارهم بين منتصف الستينات وحتى ما بعد التسعينات، ووجدوا أن المعمّرين يتمتعون بقِيَم أكثر استقرارًا لعدة مؤشرات دموية رئيسية منذ سن مبكرة نسبيًا، مقارنة بمن لم يصلوا إلى عمر المئة.
وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه الاختلافات لا تعني بالضرورة سببًا مباشرًا لطول العمر، لكنها تمثل بصمة بيولوجية مميزة قد تساعد مستقبلًا في التنبؤ بالشيخوخة الصحية، وتفتح المجال أمام أبحاث جديدة لفهم العوامل التي تسهم في إطالة العمر مع الحفاظ على جودة الحياة.