القصيم؛ حيث النخيل الباسقات والطلع النضيد. تتمتع هذه المنطقة بمعظم محاصيل التمور، وبالنسبة لساكنيها وأبنائها ومزارعيها فإن "التمر" ليس محصولا زراعيا بقدر ما أنه قيمة اقتصادية لافتة، وفي المقابل حتى لإجمالي الناتج المحلي للبلاد.

إذ حققت السعودية أخيراً زيادة في صادرات التمور ومشتقاتها خلال 2022، بكمية تجاوزت 321 ألف طن، وبقيمة بلغت 1.28 مليار ريال، في حين تجاوزت أعداد النخيل 34 مليون نخلة.

أما في بريدة تحديداً،فإنه بالنسبة لمحبي التمور التي قلما يخلو منزل في السعودية منها، فإن فرصة حضور "مهرجان بريدة" الحدث الزراعي المهم في تلك المنطقة التي تحظى بـتوافر 11 مليون نخلة، تُعَدّ أمراً مهماً بالنسبة لكثيرين.

ويتيح "أكبر كرنفال تمور في العالم" الفرصة لأبناء المنطقة وبخاصة الشباب منهم لخوض تجارب العمل مبكراً– العمل الموسمي. هناك في أرجاء ساحة المهرجان . الصوت الوحيد في ذلك المكان "المزايدات" فلا صوت يعلو عليها، معظم الذين يزايدون "شباب" وجدوا الفرصة في فضاء المهرجان.

يقول عزام المشعلي، 29 عاماً "إن علاقته ببيع التمور بدأت منذ 9 سنوات، في أثناء تلك الفترة تعرضت للكثير من عمليات الخداع والغش والاحتيال بيد أنها أكسبتني التجربة والخبرة التجارية، وباتت لدي قائمة عملاء من جميع مناطق المملكة، إذ أقوم بتوفير أنواع التمور كافة لهم، بدءاً من 40 ريالا حتى 1600 ريال للكرتون الواحد".

ويشدد المشعلي على أن السوق بحاجة إلى شباب سعوديين؛ فيما تُقدر نسبة العاملين داخله بـنحو 80 في المائة، سواءً من الدلالين أو التجار، مطالباً بضرورة توطين النشاط.

من جهته، بدأ الشاب العشريني راكان القصير علاقته بمهنة التمر منذ نحو أربع سنوات، ولفت إلى أن سوق التمور يعد موسمياً، سواء عبر شراء منتجات التمور من المزارع أو من السوق ذاته والبيع فيه مجدداً، ويتحدث القصير عن تجربته قائلاً إنني ارتبطت بالسوق منذ 4 سنوات، مشيراً إلى أن العمل بداخله مربح للغاية، لافتاً إلى أنه في المواسم السابقة استطاع جني أكثر من 40 ألف ريال..

فيما يشيد تركي المطيري، طالب جامعي، بالعمل الموسمي ضمن مدينة التمور في مهرجان بريدة، إذ يستطيع الشاب عبره جني الأموال التي تعينه على قضاء حوائجه، والانتفاع المالي، لافتاً إلى أن المهرجان يحظى بنسب إقبال لافتة.

وتتميز المملكة بإنتاج أجود أنواع التمور، في حين تعكف الجهات ذات العلاقة على أن تكون السعودية المصدر الأكبر للتمور عالمياً، عبر ترويج علامة التمور السعودية من خلال تحسين جودة الإنتاج في المزارع باتباع الممارسات الزراعية الجيدة، فيما يعد مهرجان التمور أكبر كرنفال للتمور فيما أتاح في مواسم سابقة أكثر من 4000 فرصة وظيفية للشباب والشابات والأسر المنتجة.