قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إن رفض زيارة اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة إلى الضفة مما أدى إلى تأجيلها، هو تجسيد وتأكيد على تطرف إسرائيل ورفضها أي محاولات جدية لمسلك السلام والسلك الدبلوماسي؛ إذ يتضح أنهم لا يريدون إلا العنف "، وهذا يزيدنا عزيمة في مضاعفة الجهود الدبلوماسية مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه العنجهية ودحضها".
وأضاف في حديثه خلال المؤتمر الصحفي للجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة، في العاصمة الأردنية عمان، أن وفد اللجنة التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث كان اللقاء مثمراً ومهماً، وتطرق إلى كافة الملفات والمواضيع وعلى رأسها أهمية الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة عبر إطلاق سراح الرهائن وخروج القوات الإسرائيلية، والنفاذ الكامل للمساعدات إلى الشعب الفلسطيني، كما جرى الحديث على مسار الإصلاح وأجندة الإصلاح التي يطرحها.
وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضاً الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها اللجنة والمؤتمر الدولي الذي يجري العمل على استضافته في نيويورك، والجهود المبذولة من أجل اعتراف أكبر قدر من الدول بدولة فلسطين، وتجييش الرأي العام الدولي والسياسة الدولية لإيجاد مسار سريع لوقف هذه الحرب في غزة التي طال أمدها والتي دفع ثمنها عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين بدون سبب.
وأبان وزير الخارجية أن الحرب في غزة أوضحت أن الحلول العسكرية لا فائدة منها ولن تأتي بالأمن لأي طرف ولابد من حل سياسي ونهائي، والموقف الدولي مهم جدا لكنه يحتاج مزيد من الزخم والوضوح في الهدف والوجهة، وإسرائيل حاليا تتبنى نهجا ترفض فيه طرح فكرة الدولة الفلسطينية، "ورسالتي إلى الدول التي تقتنع بحل الدولتين أنه لابد من الاعتراف الآن بالدولة الفلسطينية، لأن أي موقف مختلف هو رسالة ضمنية بأنكم منفتحون على حلول أخرى".
وأضاف أن التصرفات الإسرائيلية وليس آخرها الموقف من زيارة اللجنة إلى رام الله، أثبت بوضوح أنها فهمت من الموقف الدولي هذه الإشارة أن هناك انفتاح على حلول بديلة، ونحن كعرب وكمسلمون لن نقبل بحل إلا حل قيام الدولة الفلسطينية.
وتابع وزير الخارجية أنه على الدول التي تتبنى سياسة علنية مفادها أن لا حل للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي إلا حل الدولتين أن تضع خطا تحت هذا الموقف بالاعتراف بفلسطين لتكون الرسالة واضحة لإسرائيل أنها يجب أن تمضي قدما في إيجاد مسار لقيام هذه الدولة، والمهم أن يرى المجتمع الدولي حقيقة النهج الفلسطيني الذي يتبنى نهج إصلاحي لشأنه الداخلي حتى في أصعب الظروف.
وجاء المؤتمر الصحفي بعد أن عقدت اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة برئاسة وزير الخارجية اجتماعاً في مقر الخارجية الأردنية، بحث مستجدات الوضع الإنساني والسياسي في القطاع، وسبل الدفع بمسار الحل السياسي قبيل المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك.