توصلت دراسة حديثة إلى أن الوجبات الدسمة والنظام الغذائي عالي الدهون بشكل عامّ يتسبب في ضعف الذكرة وضعف الإدراك، وقد ينتهي الأمر بالإصابة بالزهايمر؛ لأن هذا النظام يتسبب في ضعف الجلوكوز المسؤول عن عمل إنزيمات الإدراك في المخ.
وركزت الدراسة، التي أُجريت على الفئران، ونُشرت في وقتٍ سابق من هذا الشهر بمجلة "Neuron Trusted Source"، على آليةٍ عصبية قد تُساعد في تفسير سبب حدوث ضعف الذاكرة استجابةً لاتباع نظام غذائي غني بالدهون على المدى الطويل، بحسب ما نقله موقع "ميديكال نيوز توداي".
وعلى وجه التحديد، وجد مؤلفو الدراسة أن اضطرابات التمثيل الغذائي -والتي تسمى أيضًا بمتلازمة التمثيل الغذائي- تُؤثر على الأداء السليم للإنزيمات المسؤولة عن تكوين الذاكرة في المخ.
وتحدث اضطرابات التمثيل الغذائي إذا كان لدى الفرد ثلاثة أو أكثر من الحالات الخمس التالية، وهي ارتفاع مستويات دهون البطن، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت الدراسة أن الأفراد المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر، نظرًا لأن تلك المتلازمة تتسبب في قلة الجلوكوز الذي يحتاج له الدماغ بشكل أساسي ويُعَدّ المسؤول عن تكوين الذاكرة.
ووَفْقَ مؤلفي الدراسة، يُعَدّ الدماغ عضوًا متعطشًا للطاقة بشكل خاص، على الرغم من أنه لا يشكل سوى 2% من وزن الجسم، إلا أنه يستهلك حوالي 20% من الطاقة، ونظرًا لحاجته إلى الطاقة، فهو حساس بشكل خاص للكميات الغذائية المتناولة، فيما تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الوظيفة الإدراكية.
وتوصل الباحثون إلى نتائج هذه الدراسة بعد وضع الفئران على نظام غذائي غني بالدهون لمدة يومين: 58% دهون، 25% كربوهيدرات، و17% بروتين، وكما هو متوقع، تأثر الأداء الإدراكي، بما في ذلك الذاكرة، ومع ذلك، ظلّت السلوكيات الأخرى طبيعية.