تدفق آلاف الفلسطينيين نحو الشمال على طول ساحل غزة اليوم (السبت)، عائدين سيراً على الأقدام أو على متن السيارات والعربات إلى منازلهم المهجورة والمدمرة، مع صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".

وتراجعت القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وحوّلت أجزاءً كبيرة من القطاع إلى أنقاض.

ورغم تدمير منازلهم والأوضاع الصعبة التي تنتظرهم، عبر عددٌ من الفلسطينيين عن سعادتهم الكبيرة بالعودة إلى أرضهم وموطنهم وذكرياتهم، وفي هذا الصدد، قالت نبيلة بصل -بينما كانت تسير على قدميها مع ابنتها-: "الشعور لا يوصف الحمد والشكر لله... إن شاء الله تكون آخر معاناة.. مبسوطون أنها وقفت ها الحرب وخلصت المعاناة".

وسادت حالة من البهجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الإعلان عن الاتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين قتلت أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ولإعادة الرهائن المتبقين الذين أسرتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل هذه الحرب.

وبمجرد أن أكملت القوات الإسرائيلية إعادة انتشارها أمس (الجمعة)، وهو ما يبقيها خارج المناطق الحضرية الرئيسية لكنها لا تزال تسيطر على نصف القطاع تقريباً، بدأ العد التنازلي من أجل أن تفرج حماس عن الرهائن خلال 72 ساعة.

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن 26 رهينة لقوا حتفهم فيما لا يزال مصير رهينتين غير معروف حتى الآن، بينما لا يزال هناك 20 أحياءً.

ووفقاً للاتفاق، ستفرج إسرائيل بعد تسليم الرهائن عن 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة و1700 معتقل احتجزتهم خلال الحرب، وينص الاتفاق كذلك على دخول مئات الشاحنات يومياً إلى غزة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية.

وتظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين، وهو أكبر خطوة حتى الآن نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ عامين، قد يفضي إلى إرساء سلام دائم بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤلفة من 20 نقطة لوقف الحرب.

وقد تظهر الخلافات في كثير من الأمور؛ إذ لم يجرِ الاتفاق بعد على باقي النقاط في خطة ترامب، وتشمل كيفية إدارة قطاع غزة المدمر بعد انتهاء الحرب ومصير حركة حماس التي ترفض مطالب إسرائيل بإلقاء سلاحها.