تشكل المتاحف في مختلف المناطق إرثاً تاريخياً، محاطاً بتطورات كبيرة شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس عليها من خلال تجديد البرامج بشكل مستمر لضمان تنوع الخيارات وتلبية احتياجات الجمهور.
وتعمل المملكة على تحويل المتاحف إلى فضاءات تفاعلية تلبي احتياجات المجتمع وتشجع على المشاركة الفعالة دون اقتصار دورها على عرض المقتنيات الأثرية وسرد القصص حولها، فهذه الأركان تتكامل مع بعضها لربط التاريخ العريق بالحداثة الحالية، وهنا يأتي دور التكنولوجيا التي تُعد أداة فعّالة لتقديم تجارب مبتكرة مع ضرورة تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على العناصر التراثية الأصيلة.
ويوجد في المملكة عشرات المتاحف والتي يكون لكل منها لون مختلف من حيث موقعها الجغرافي وما تحتويه من عناصر تاريخية وإرث تراثي.
المتحف الوطني السعودي
يعتبر المتحف الوطني السعودي جسراً ثقافياً يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل ومعلماً متخصصاً يعد الأكبر في المملكة لإبراز مكنونها المتجذر بعمق تاريخ شبه الجزيرة العربية وآثارها الدالة على عراقة الماضي، حيث يشمل 8 قاعات موزعة على طابقين ومرتبة وفق تسلسل زمني من العصر القديم حتى العصر الحالي.
ويشتمل على حفريات حقيقية لحيوانات ضخمة وأجزاء من عظام بشرية يعود تاريخها إلى 85 ألف سنة، كما يستطيع الزائر التجول في أسواق العرب الشهيرة وسماع مقتطفات من الشعر التاريخي والخطابة.
مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي
يمثل المركز صرحاً ثقافياً وحضارياً عالمياً يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في التحوّل نحو مجتمع المعرفة فهو مكوّن من 18 طابقاً بتصميم فريد في الظهران ويحتوي متحف إثراء على 4 معارض فنية تعرض الجانب الثقافي للمملكة.
ويركز على عرض الجوانب التاريخية والثقافية التي تتفرد بها المملكة وتتناقلها عبر كل الأجيال، كما يجرى بشكل دوري تنظيم متاحف خاصة لتسليط الضوء على بعض الموضوعات التي تهم أبناء المملكة وزائريها مثل معرض "الجمل عبر العصور".
متحف الآثار في بيت نصيف
يعد أحد أبرز المتاحف في جدة التاريخية ويقدم عرضاً مميزاً لمجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى القرن الأول الهجري، حيث اكتسب المتحف الذي يطل على سوق العلوي بحارة اليمن أهمية تاريخية استثنائية بعد اتخاذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود البيت مقراً لإقامته في السنوات الأولى من حكمه في جدة.
وتشمل المكتشفات الأثرية التي يحتضنها "بيت نصيف" قطعاً نادرة منها ساريتان خشبيتان من محراب مسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه، تعودان إلى القرن الهجري الأول، كما يوفر الكثير من التفاصيل الأثرية التي تساهم في تعريف الأجيال بالإرث الثقافي الكبير الذي تزخر به منطقة جدة التاريخية.
متحف دار المدينة المنورة
يشكل المتحف مزاراً خاصاً للقادمين من داخل المملكة وخارجها من أجل مشاهدة أبرز المعالم والأحداث التي ارتبطت بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما يحويه من مجسمات ومقتنيات تمنح زائريه فرصة معايشة تاريخ المدينة المنورة، حيث تحوي قاعات العرض الثابت بالمتحف نحو ألفي مفردة تتوزّع بين التحف الأثرية والمجسمات.
ويتوفر في المتحف الكثير من المخطوطات والوثائق والمراسلات والمطبوعات القديمة والطوابع البريدية والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية، مع مجموعة المقتنيات النادرة والقيّمة والجميلة التي ارتبطت بمعالم السيرة النبوية العطرة وثقافة وتاريخ المدينة المنورة.
متحف الملك فهد بالدمام
واحد من ضمن سلسلة المتاحف المميزة في المملكة، فهو يعرض تراث وإرث المنطقة بشكل متسلسل حسب الفترات الزمنية بالتدرج منذ العصور الحجرية إلى تراث الآباء والأجداد.
وتتضمن قاعات المتحف قاعة ما قبل التاريخ وتحتوي على مجموعة من الأدوات الحجرية القديمة، وكذلك قاعة الفترات الانتقالية، بالإضافة إلى فترة ما قبل الإسلام وتعرض بعض المواد الأثرية التي تشمل هذه الفترة داخل خزانتين، إلى جانب قاعة المأثورات الإسلامية، وقاعة التراث الشعبي وقاعة التراث الطبيعي.

















































