يبدو أن نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً (ساهر) ليس حريصاً فقط على إغضاب كثير من المتهورين والمولعين بالسرعة أثناء قيادتهم السيارة، ولكن الأمر طال منسوبيه أنفسهم الذين لم يجد ذوو أحدهم غير اللجوء للقضاء لإنصافهم منه.
هذا ما تحكيه وقائع قصة الشاب حمود بن عبدالله بن صالح الميمون (24 عاماً) منسوب ساهر الذي لقي مصرعه خلال تأديته عمله قبل فترة على طريق الطائف-الرياض تحت كوبري مخرج لبخة-الجلة على بعد 160 كلم عن الرياض، حيث تعرضت سيارة (ساهر) التي كان يركبها "ميتسوبيشي" موديل 2010 لإطلاق نار مكثف من فوق الكوبري، فاخترقت أربع طلقات سقف السيارة والخامسة كانت في الزاوية الخلفية للسيارة فيما أصابت طلقتان جانبيتان خزان الوقود، ما أسفر عن انفجار السيارة ومقتل حمود واحتراق جثته.
ولكن ما تستنكره أسرة الميمون هو ما عانته مع مسؤولي ساهر الذين تعاملوا مع الأمر باستخفاف شديد – كما ترى الاسرة – موضحة أن الشركة عرضت بعد فترة مبلغ 13 الف ريال كتعويض رسمي إضافة إلى مبلغ آخر هدية من (ساهر) لوالدة القتيل، ولما لجأت الأسرة للقضاء لم يبال ساهر بحضور الجلسة.
يروي عزام بن عبدالله الميمون (أخو حمود) وفقاً لموقع عناوين الالكتروني تفاصيل ذلك قائلا: "إن تقرير مستشفى القويعية يشير إلى أن أخاه وصل إليها جثة هامدة محترقة بشكل شديد محولاً من شرطة الجلة وتبراك بسيارة نقل الموتى مع خطاب مخفر الجلة وتبراك ذو الرقم 19I6$ بتاريخ 13 c2هـ صباحاً الساعة 5:15 يوم الأربعاء".
ويضيف: "وبعد الكشف الطبي تبين للطبيب وصول حمود جثة هامدة مع عدم وجود أجزاء منها، حيث يلاحظ عدم وجود عظام الجمجمة، وخروج قسم من محتواها عن الدماغ إلى خارجها، مع عدم وجود عظام وأضلاع وأجزاء من القفص الصدري من الأمام، إضافة إلى احتراق الجثة بالكامل وفقدان أجزاء من اطرافه السفلية، ما ترتب عليه صعوبة تحديد معالم الجثة حيث أنه قد احترق كامل الوجه، فقط يميز عظام الوجه، أدى ذلك إلى صعوبة تحديد سبب الوفاة بعد احتراقها الشديد واختفاء معالمها".
ويردف الميمون: "بعد أسبوع من الحادث تلقينا اتصالاً من أحد مسؤولي الشركة قال فيه بعد التعزية بأن هناك تعويضات من الشركة لحمود بمبلغ 13 ألف ريال، وأنهم رفعوا المبلغ إلى 20 ألف ريال وأن هناك مائة ألف ريال هدية لوالدة شهيد ساهر رحمه الله، مع العلم أن بعض مسؤولي الشركة قالوا خلال العزاء بأن مبلغ التعويض يتراوح بين مليون إلى خمسة ملايين!".
ويستنكر عزام الميمون تعامل (ساهر) في قضية مقتل أخيه: "للأسف أن الشركة تولي اهتماماً بكاميراتها أكثر من اهتمامها بموظفيها، فسعر الكاميرا كما علمنا 400 ألف ريال، بينما قيمة الموظف الذي فقد حياته وهو على رأس العمل، يرصد المخالفات المرورية لا تتعدى 100 ألف ريال". ويضيف بأن (ساهر) لم يحفظ كرامة أخيه القتيل فقد "نقل حمود من مستشفى القويعية إلى مستشفى الشميسي، وعرضت جثته على الطب الشرعي بالواسطة، بعد تراخي مسؤولي (ساهر)".
ويضيف "بعد لجوئنا للقضاء متهمين ساهر بأنه لم يوفر سبل السلامة والحماية لاخي حمود الذي مات مقتولاً "بل لم تُحفظ حتى كرامته ميتاً" وتحديد جلسة كان موعدها اليوم، اضطرت المحكمة الكبرى في الرياض إلى تأجيلها نظرا لغياب (ساهر) عن حضور الجلسة".