أشارت مصادر صحية متعدّدة إلى ارتفاع كبير في عدد الذين يعانون من مرض السكري في المملكة، مبينةً أن حوالي 13.4% من السعوديين مصابون بالمرض الذي بدأ في الانتشار بمعدلات أكبر خلال السنوات الأخيرة، وكثفت وزارة الصحة الحملات التوعوية وإطلاق العديد من الخطط والبرامج للرعاية والوقاية.
ويتطلب التغلب على مرض السكري فهم أسبابه والتعرف على أعراضه، والحرص على كيفية العلاج منه بالطريقة الصحيحة والتي تبدأ من الابتعاد عن إهماله وإجراء الاختبارات اللازمة.
أسباب مرض السكري
تتعدد أسباب مرض السكري والذي ينتج عن حدوث خلل في معالجة الجسم للسكر أو ما يسمى الجلوكوز في الدم، حيث تتصدر تلك الأسباب امتلاك الشخص لتاريخ عائلي من السكري وهو ما يُطلق عليه العامل الوراثي، وكذلك التعرض للفيروسات والتي تعمل على تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة خلايا البنكرياس.
وتشمل الأسباب، الدهون الزائدة والسمنة التي تُسبب مقاومة الإنسولين، ونقص النشاط البدني، بالإضافة إلى التقدم في العمر وارتفاع ضغط الدم لأنه يزيد من فرص الإصابة بالمرض، مع وجود بعض المشكلات الأخرى مثل متلازمة تكيس المبايض وارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مبدئي والتوتر والتدخين.
ويرى مختصون أن ارتفاع نسب الإصابة بالمرض في السعودية يرجع إلى سوء التغذية، وعدم ممارسة تمارين رياضية، وانتشار محلات الوجبات السريعة، التي أسهمت في انتشار السمنة المفرطة بين أفراد المجتمع، وتؤكد مصادر أن مكافحة السكري في المملكة يستنزف 15% من موازنة الصحة.
أعراض مرض السكري
يحتاج مريض السكري إلى معرفة الأعراض التي يمكن أن يمر بها خاصة في بداية حالته الصحية لأن ذلك يساهم في إيجاد حلول صحية سريعة للوضع المرضي، حيث تتضمن تلك الأعراض العطش الشديد لأن الجسم يسحب السوائل من الأنسجة بصورة سريعة بعد الإصابة بالسكري، إلى جانب زيادة معدلات التبول المتكرر خاصة في ساعات الليل.
ويأتي في قائمة أعراض السكري، التعب والإرهاق والذي يتسبب فيه نقص الإنسولين، وكذلك فقدان الوزن بشكل غير مبرر رغم تناول الطعام بشكل طبيعي على أن يلحق بذلك أيضاً الشعور بزيادة الجوع المستمر لعدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل جيد.
ويعاني مريض السكري كذلك من عدم التئام الجروح بسهولة في ظل ضعف جهاز المناعة، فيما يضاف لذلك أيضاً الالتهابات المتكررة خاصة مع عدم قدرة الجسم على مكافحة العدوى وهو ما يزيد من الشعور بتنميل في الأطراف بسبب تلف الأعصاب.
وتشمل الأعراض رائحة الفم الكريهة، والتعرق الزائد والمُفرط لأن مستويات السكر في الدم غير متوازنة لذا لا يستطيع الجسم الحفاظ على توازنه بصورة كاملة.
أنواع مرض السكري
يوجد عدة أنواع رئيسية للسكري والتي تختلف بحسب سبب الإصابة به، حيث تتضمن السكري من النوع الأول وهو الذي يهاجم فيه جهاز المناعة خلايا البنكرياس، كما يحتاج المريض به لأخذ الإنسولين بشكل يومي مع وجود نمط صحي يومي، لكن غالباً يصاب بهذا النوع الأطفال والمراهقين.
والنوع الثاني من السكري هو الأكثر انتشاراً لارتباطه بصورة أكبر بمجموعة من الأسباب الشائعة مثل السمنة والعوامل الوراثية وضعف النشاط البدني، فيما يحتاج المريض به إلى الأدوية الفموية أو الإنسولين حسب وصف الطبيب مع وجود بعض التغيرات في أنماط الطعام اليومي.
ويوجد نوع آخر وهو سكري الحمل والذي يظهر للنساء أثناء الحمل ويختفي في العادة بعد عمليات الولادة، كما ينتشر نوعان آخران هما السكري من النوع الثالث والسكري من النوع الرابع لكن تكون بصورة أكبر في حالات كبار السن والخرف.
علاج مرض السكري
يحتاج الوصول للعلاج المناسب إلى زيارة الطبيب حتى تكون الفرصة ملائمة لمقاومة المرض والتخلص منه، لكن هناك نصائح وإرشادات عامة وخطوط رئيسية لآليات العلاج والتي تشمل أخذ الإنسولين بشكل يومي، والتغذية السليمة بتناول البروتينات والكربوهيدرات بكميات مناسبة، مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومحاولة التعامل مع الحالة النفسية بصورة تساعد على تجاوز التأثيرات النفسية الناجمة عن الإصابة بالمرض.
وتشمل قائمة التوصيات العلاجية الحرص على التحكم في مستويات السكر في الدم حتى لا تتفاقم المشكلة الصحية، وكذلك ضرورة الوعي بإمكانية الحاجة إلى تدخل جراحي مثل جراحة السمنة وزراعة البنكرياس وغيرها.































