مع التقدم في السن، يعاني كثير من الأشخاص من حالة تُعرف باسم طول النظر الشيخوخي (Presbyopia)، وهي حالة تُفقد العين تدريجيًا قدرتها على التركيز على الأجسام القريبة، ويسبب هذا الضعف الطبيعي في الرؤية تحديات يومية مثل صعوبة قراءة النصوص الصغيرة أو استخدام الهاتف دون نظارات. وفي تطور طبي لافت، كشفت دراسة أرجنتينية حديثة عن قطرة عين مبتكرة قد تغيّر مستقبل الرؤية لدى كبار السن، وتوفر حلاً غير جراحي لتحسين القدرة على التركيز والقراءة.
تفاصيل دراسة قطرات لعلاج طول النظر الشيخوخي
أجريت الدراسة في الأرجنتين، وشارك فيها 766 مريضاً يعانون من ضعف البصر المرتبط بالعمر.
ووفقًا لموقع Medical News Today، أظهرت النتائج أن أغلب المشاركين تمكنوا من قراءة عدة أسطر إضافية على مخطط "جايجر" المخصص لاختبار جودة الرؤية القريبة، وذلك بعد استخدام القطرات الجديدة، ما يشير إلى تحسن ملحوظ في القدرة على القراءة دون الحاجة إلى نظارات.
ما هي مكونات قطرات علاج طول النظر الشيخوخي؟
تحتوي القطرات على مزيج فعّال من مادتين رئيسيتين:
بيلوكاربين (Pilocarpine): دواء معروف يستخدم لتحفيز العضلات داخل العين، ويساعد في تحسين التكيف البصري أو ما يُعرف بالتركيز على الأجسام القريبة.
ديكلوفيناك (Diclofenac): دواء مضاد للالتهابات غير ستيرويدي، يُساهم في تقليل التهيج وتحسين استجابة العين للتركيز.
هذا المزيج الدوائي يعمل بشكل تكاملي لإعادة تنشيط قدرة العين على التركيز، وهي الوظيفة التي تضعف تدريجياً مع التقدم في العمر.
آلية عمل قطرات طول النظر الشيخوخي لتحسين الرؤية
كيف تعمل قطرات طول النظر الشيخوخي على علاج مشاكل المرض؟ إليك آلية عمل التركيبة:
تركيبة دوائية مزدوجة التأثير
وفقًا للدكتورة جيوفانا بينوتسي، مديرة مركز أبحاث البصر في الأرجنتين، تعتمد هذه القطرات على آلية مزدوجة:
تعمل مباشرة على العضلة الهدبية، وهي المسؤولة عن ضبط عدسة العين للتركيز على المسافات المختلفة.
تؤثر أيضًا على القزحية لتقليل كمية الضوء الداخل بطريقة تساعد في تحسين وضوح الرؤية.
تحسين التركيز الطبيعي للعين
بدلاً من الاعتماد على نظارات لتعديل الرؤية، تعزز القطرات الجديدة آلية التركيز الذاتية للعين، ما يسمح للمستخدمين باستعادة قدرتهم على التبديل بين الرؤية القريبة والبعيدة بسهولة أكبر، مما يُحسن من جودة الحياة اليومية.
فوائد قطرات طول النظر الشيخوخي
بديل آمن للنظارات أو الجراحة: خاصة لمن لا يفضلون التدخلات الجراحية أو استخدام النظارات بشكل دائم.
تحسين فوري للرؤية القريبة: خلال فترة قصيرة من الاستخدام.
راحة أكبر في الحياة اليومية: كقراءة الكتب، استخدام الهواتف، أو مشاهدة شاشات الحاسوب.
ورغم الفوائد، توصي الدراسة بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث السريرية على نطاق أوسع لضمان السلامة والفعالية طويلة المدى.

















































