دُشِّن في البلدة القديمة بمحافظة العُلا "بيت اللبان" المؤقّت، ضمن تجربة طريق البخور، في إطار شراكة ثقافية سعودية – عُمانية تهدف إلى إبراز قيمة اللبان بوصفه أحد أهم المكونات التاريخية المرتبطة بطريق البخور، وتسليط الضوء على رحلته الممتدة من موطنه الأصلي في وادي دوكة بجنوب عُمان وصولًا إلى مسارات التجارة القديمة عبر الجزيرة العربية.
التجربة تعيد إحياء ماضٍ متأصّل وتجسّد عمق الروابط التاريخية بين البلدين
وجاء التدشين في قلب البلدة القديمة، حيث تمتزج الأزقة الطينية بملامح التاريخ في تجربة غامرة تستحضر ذاكرة المكان وروح العطر، مقدّمة للزوار نافذة حيّة على أحد أبرز عناصر التراث الإنساني المرتبط بالحضارات القديمة.
وشهد الافتتاح حضور رئيس مجلس إدارة "أمواج" خالد بن حمد البوسعيدي، ونائب رئيس الثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا الدكتور عبدالرحمن السحيباني، والوزير المفوض والمسؤول الاقتصادي والتجاري بالسفارة العُمانية في المملكة الأيهم الغسّاني.
وتُعد تجربة "طريق البخور" من أبرز التجارب الحسية في العُلا، حيث تنبض الأزقة الطينية بالعروض الحيّة والتقنيات الحديثة التي تستحضر مسارات القوافل القديمة، في مشاهد تمزج بين التاريخ والخيال، وقد حصدت التجربة جائزة "أفضل فعالية ثقافية وفنية" ضمن جوائز الفعاليات السعودية لعام 2025، نظير تفرّدها وأصالتها.
وأعرب البوسعيدي عن اعتزازه بالتعاون الثقافي الذي يجمع عُمان بالعُلا، مؤكدًا أن هذه التجربة تعيد إحياء ماضٍ متأصّل وتجسّد عمق الروابط التاريخية بين البلدين، وتحتفي برحلة اللبان التي لا تزال تلهم الثقافات حول العالم.
من جانبه، أوضح السحيباني أن اللبان يمثّل جوهر الحكاية التي تربط العُلا بتاريخها الإنساني العريق، مشيرًا إلى أن الشراكة مع "أمواج" تعيد وصل الإرث التاريخي الممتد بين ظفار والعُلا على طريق البخور الشهير.
ويمثل التعاون بين "أمواج" وتجربة طريق البخور خطوة نوعية لتعميق فهم الزوار لدور اللبان في تشكيل طرق التجارة القديمة، عبر رحلة معرفية تبدأ من موطنه الطبيعي في ظفار وصولًا إلى مكانته الثقافية عبر العصور.
ويُعد وادي دوكة أحد أبرز مواقع "أرض اللبان" المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو؛ إذ تتولى "أمواج" رعايته منذ عام 2022 بموجب اتفاقية مع وزارة التراث والسياحة العُمانية، في إطار جهودها لحماية هذا المورد التاريخي وتطوير منظومة مستدامة وشفافة لاستخلاص اللبان، إضافة إلى إنشاء مركز متخصص لدراسته.
وتكتمل زيارة "بيت اللبان" بتجربة عطرية تفاعلية تتيح للزوّار استكشاف ستة ابتكارات عطرية ارتكزت على نغمات اللبان، في ختام حسّي يترك أثرًا عطريًا ممتدًا.
ويستقبل "بيت اللبان" زوّاره لمدة ستة أشهر حتى 26 يونيو 2026، حيث تُقام التجارب من الثلاثاء إلى السبت بين الساعة 6:30 وحتى 9:00 مساءً، وباللغات العربية والإنجليزية، مع توفير أجهزة ترجمة للغة الصينية.































