تشتهر محافظة القريات بمنطقة الجوف شمال المملكة بمهنة "استخراج الملح" من أراضيها الغنية بهذا المورد الطبيعي، وارتباط تسميتها بالملح، إذ تُوصف بـ"قريات الملح".
ويعزز مهرجان قريات الملح روح الانتماء والاعتزاز بتاريخ القريات، كما يرسخ مكانتها كوجهة سياحية واعدة في منطقة الجوف، ذلك يعكس رؤية المنطقة في تطوير الفعاليات النوعية التي تواكب مستهدفات التنمية الثقافية والسياحية.
تشكل هذه المهنة منذ القدم قيمة اقتصادية للأهالي
وتشكل هذه المهنة منذ القدم قيمة اقتصادية للأهالي؛ فتبدأ أولى مراحل إنتاج الملح باستخراجه بالطريقة التقليدية المتوارثة، بعد تجميع المياه بمواقع الممالح وتجفيفها من خلال أشعة الشمس، لتبقى مجاميع الملح بارزة، ثم يجمّعه العاملون، وبعد ذلك يُستخدم ضمن المكونات الغذائية الأساسية.
وأسهم "مهرجان الملح بالقريات"، الذي انطلق الخميس الماضي، في تسليط الضوء على هذه المهنة العريقة وسرد قصتها لزوار المهرجان؛ إذ يقف المشارك مسلم مبارك الجوفي ليجسد طريقة استخراج الملح باستخدام "القُفّة" وهي أداة جلدية نصف دائرية مصنوعة من الجلد أو الربل، تُجمع المياه فيها وتسمح بمرور المياه والإبقاء على الملح، بينما يرفد هذه العملية استخدام أداة أخرى وهي "المكحار" والمتمثلة بقطعة خشبية تُسحب بها المياه وتُعبأ في "القُفة".
وتبرز في ذات المهرجان أصوات الأهازيج التي كانت تردد أثناء تجميع الملح، وبها تستنهض همم العاملين لتجميع أكبر كمية من الملح وتخفيف ضغط العمل والتسلية أحيانًا، وتردد بلحن واحد بشكل فردي أو جماعي بالتناوب فيما بينهم.
من جانبه، أوضح الجوفي أن "سبخة كاف" من مواقع الممالح القديمة التي يُستخرج منها الملح، بعد أن تتجمع فيها مياه الأمطار والسيول، أما في الوقت الحالي فيُعتمد على سبخة أخرى قرب "قرية إثرة" بإنشاء "المطوخ"، وهي قنوات مستطيلة الشكل يتم تجميع المياه فيها لتجفيفها عبر حرارة الشمس واستخراج الملح منها، و"القلبان" التي تمثل حفر تجميع المياه الدائرية والعميقة.
يشار إلى أن مهرجان قريات الملح بمحافظة القريات بمنطقة الجوف، شهد إقبالًا واسعًا تجاوز 20 ألف زائر خلال أول 3 أيام منذ انطلاقته، وسط أجواء تراثية وسياحية مميزة، جمعت الترفيه والتاريخ والابتكار، بتنظيم من أمانة المنطقة ممثلة في بلدية القريات.
وقدّم المهرجان أكثر من 60 فعالية وبرنامجًا ترفيهيًّا وثقافيًّا، تنوّعت بين العروض التراثية والفنية والتفاعلية، منها متحف الملح الذي يستعرض تاريخ استخراج الملح وأدواته القديمة عبر مجسمات حية وورش تعليمية وتثقيفية للزوار، وسوق الملح الذي يضم أكثر من 70 جناحًا للأسر المنتجة والصناعات التحويلية.

















































