أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، اليوم، وعقدهما جلسة مباحثات رسمية بالرياض اليوم، تضمنت مناقشة آخر المستجدات وتطورات الأزمة (الأوكرانية - الروسية)، حيث عبر الرئيس الأوكراني عن التقدير والشكر للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن.
وأشار زيلينسكي، في تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس"، إلى أن المباحثات تضمنت صيغة السلام، مشيراً إلى الاقتراب من قمة السلام الأولى، حيث تعتمد أوكرانيا على دعم ومركز المملكة، إضافةً إلى ملف عودة أسرى الحرب، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، ومشاركة المملكة العربية السعودية في إعادة إعمار أوكرانيا.
واختتم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والوفد المرافق له، زيارتهم للمملكة مساء اليوم، وكان في وداعه بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان (الوزير المرافق), وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى أوكرانيا محمد المسهر الجبرين, وسفير أوكرانيا لدى المملكة أناتولي بيترينكو, ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل.
يأتي استقبال ولي العهد للرئيس الأوكراني، استمراراً للجهود التي بذلها الأمير محمد بن سلمان والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة الأوكرانية، وإبداءه استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم.
ويولي ولي العهد اهتماماً بالغاً بتبني المبادرات الإنسانية الرامية للتخفيف من التداعيات الإنسانية والأمنية للأزمة الأوكرانية، ومن هذا المنطلق نجحت الوساطة التي قادها في إطلاق سراح 10 أسرى من مواطني عدد من الدول.
كما استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في جدة، الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكد ولي العهد خلال الاستقبال حرص المملكة ودعمها لجميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة (الأوكرانية - الروسية) سياسياً، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
وتتطلع المملكة وأوكرانيا لأن تسهم زيارة زيلينسكي للرياض في تطوير العلاقات البينية، والإسهام بحل الأزمة الروسية - الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين، حيث تعقب هذه الزيارة زيارة الرئيس الروسي للرياض في ديسمبر الماضي، وذلك إيمانًا من المملكة بأن الحوار هو السبيل الوحيدلحل الأزمة، وللوصول إلى توافق حول أطر وآليات هذا الحل من خلال الحوار بالاستفادة من علاقات المملكة المميزة مع طرفي الأزمة.
وتعكس الزيارة مكانة المملكة ودورها القيادي على المستوى الدولي، وحرص الحكومة الأوكرانية على تعزيز التواصل مع القيادة الرشيدة والتشاور حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل مستجدات الأحداث في أوكرانيا والمنطقة والعالم.
واتخذت المملكة موقفاً واضحاً من الأزمة الأوكرانية منذ بدايتها، يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وأكدت دعمها لجميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية. وفي هذا السياق استضافت السعودية اجتماعاً تشاورياً لمستشاري الأمن الوطني في عدد من الدول الشقيقة والصديقة وممثلين لأكثر من 40 منظمة دولية بما في ذلك الأمم المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية وذلك في أغسطس 2023؛ وذلك بهدف تبادل الآراء ووجهات النظر بين الدول المشاركة حول سبل حل الأزمة سلمياً.
وعلى الجانب الإنساني؛ قدمت المملكة حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 410 مليون دولار شملت المواد الإغاثية والمشتقات النفطية، وسيرت جسراً جوياً من المملكة إلى أوكرانيا يحمل مواداً إيوائية متنوعة.
العلاقات السعودية - الأوكرانية
تعود العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا والمملكة العربية السعودية إلى14 أبريل 1993م بعد توقيع المحضر ذي الصلة في إطار زيارة الوفد الحكومي الأوكراني برئاسة رئيس الوزراء الأوكراني ليونيد كوتشما إلى المملكة، وفي يونيو 1996م تمّ افتتاح سفارة أوكرانيا في المملكة، وباشرت سفارة المملكة في أوكرانيا أنشطتها في يوليو 2009م.
ومنحت الزيارة الرسمية، التي قام بها رئيس أوكرانيا ليونيد كوتشما إلى المملكة في 2003م، زخماً خاصاً لتطوير العلاقات الأوكرانية السعودية، حيث أجرى مباحثات مع الملك فهد بن عبد العزيز والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل.
وانعقدت في يوليو عام 2004م الدورة المشتركة الأولى للجنة الحكومية الأوكرانية السعودية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في مدينة جدة برئاسة وزير الاقتصاد والتكامل الأوروبي لأوكرانيا ميكولا ديركاتش وزير الصناعة والكهرباء السعودي هاشم بن عبد الله يماني، وفي فبراير 2006 أقيمت الدورات المشتركة التالية للجنة الحكومية وتلاها العديد من الدورات في الرياض وكيف.
سطرت الدبلوماسية السعودية في عام 2014 حضوراً قويًا على المستوى الدولي في الأزمة الروسية - الأوكرانية، حيث أيدت ضمن 100 دولة أخرى، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سلامة الأراضي الإقليمية لأوكرانيا، ولعبت دوراً بارزا في الإفراج عن العشرات من الأسرى الأوكران لدى القوات الروسية.
وعلى مستوى الزيارات قام رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو في 2017م بزيارة المملكة، حيث أجرى لقاءات ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين أوكرانيا والمملكة في مختلف المجالات؛ السياسي والتجاري والاقتصادي والاستثماري والعسكري الفني والثقافي.
**carousel[7252891,7203727,7203725,7203726,7203728,7252885,7252889,7252887,7252886,7252881,7252888,7252882,7252883,7252890,7252892,7252884]**