تمر اليوم (الإثنين) ذكرى وفاة الملك خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، آل سعود، إذ توفي يوم 13 يونيو 1982 م بمدينة الطائف عن عمر يناهز الـ 69 عامًا، وتم دفنه في مقبرة العود بالرياض.

حياته

عاش الملك خالد طفولته وصباه تحت رعاية والده الملك عبد العزيز، أثناء الإعداد لضم مناطق أخرى للدولة السعودية الثالثة، لذلك خاض العديد من المهام المبكرة، فقد شارك في حصار جدة عام 1344هـ في معركة الرغامة، وكذلك في معركة السبلة عام 1347هـ، ومعركة الدبدبة عام 1348هـ.

وعهد إليه والده بعدد من المهام السياسية، فقد تولى إمارة مكة المكرمة لفترة قصيرة، ثم عين بعد ضم الحجاز نائبًا للأمير فيصل بن عبد العزيز في الحجاز عام 1926م، وكان رئيسًا لوفد المملكة المفاوض مع اليمن في مؤتمر الطائف، إذ اتفق الطرفان على إقرار السلام، ورسم الحدود عام 1934، وهو نفس العام الذى تولى فيه وزارة الداخلية.

تولي الحكم

بعد تولي الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم من أخيه الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، تنازل له أخوه الشقيق الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود عن منصب ولي العهد عام 1965، ثم تولى الملك خالد الحكم يوم 25 مارس 1975م عقب اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.

حادثة الحرم المكي

في 20 نوفمبر 1979 قامت مجموعة مسلحة قادها جهيمان باقتحام المسجد الحرام وتحصنت فيه، ودامت أحداث الحادثة 16 يومًا، وانتهت بالقبض على قائد المجموعة ومجموعة كبيرة من أعوانه في القبو السفلي للمسجد الحرام، وقتل محمد بن عبد الله القحطاني صهر جهيمان والذي ادعى أنه المهدي المنتظر.

وأسفرت هذه الحادثة عن قتل عدد كبير جدًا من الحجاج والمعتمرين والمواطنين ورجال الأمن والحرس الوطني والقوات المسلحة، بعدها تم إعدام جهيمان ومجموعة كبيرة من أعوانه بالحكم عليهم بالقصاص .

عنايته بالحرمين الشريفين

واصل الملك خالد بن عبد العزيز، ما قام به أسلافه من أعمال جليلة في سبيل عمارة المسجد الحرام بمكة المكرمة، ففي عهده تم إنشاء الإدارة العامة لتطوير منطقة منى، وفي عام 1980 قررت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إنشاء إدارة لسقيا زمزم للإشراف على خدمات سقيا زمزم.

تغيير باب الكعبة

أمر الملك خالد بن عبد العزيز بصناعة باب جديد للكعبة، بمواصفات متطورة لوضعه مكان الباب الأول، كما تم افتتاح مصنع كسوة الكعبة عام 1977م، وتم تفويض وزارة الحج (وزارة الحج والعمرة حاليا) على إنشائه وتشغيله وتأمين ما يحتاجه المصنع من مواد خام من حرير وقصب ونحوه، وتأمين أفضل الفنيين المهرة في هذه الصناعة.

المسجد النبوي

تمت توسعة المسجد النبوي بالساحات القريبة منه مع تظليلها بالمظلات ورصفها بالرخام وتزويدها بالكهرباء من إنارة ومراوح لتخفيف الحرارة في أيام الصيف على المصلين، مع إضافة مكبرات الصوت وربطها بالشبكة الموحدة للإذاعة الداخلية للمسجد النبوي حتي يتمكن المصلون من متابعة الإمام في الصلاة والخطبة .

المرض والوفاة

أصيب الملك خالد في عام 1970م بذبحة صدرية وتمت معالجته في منزله، وفي عام 1972م أجرى عملية لاستئصال جزء من الجدار الأمامي من الحجرة القلبية اليسرى في مستشفى "كليفلاند"، وفي عام 1978م أجريت له عملية جراحية قلبية ثانية، وظلت حالته الصحية على هذا المنوال حتى إعلان وفاته يوم 13 يونيو 1982م بمدينة الطائف عن عمر 69 سنة، وتم نقل جثمانه إلى مدينة الرياض حيث دفن في مقبرة العود .